جولة مع أمير الشعراء

يا ناعس الطرف لا ذفت الهوى أبدا = أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم ِ
بيت واحد لكنه مليء بالقصائد
لقد أبدع فيه شوقي من كل اتجاهات الشعر وطرقه تأمل في الجملة الدعائية "لا ذقت الهوى أبدا"
وكيف اعترضت بين جملة النداء "ياناعس الطرف" وبين ما يمكن أن نسميه جواب النداء "أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم" لتعطي إشارة ضمنية لفرط حرصه على محبوبه حتى من أن يحبه ويهواه ويكون ضحية الأرق والسهر كما هو حاله معه
ثم بعث برسالة اطمئان إلى ناعس الطرف بأن هواه أصبح حارسا عليه مانعا له من أن ينام ثم لاحظ كيف اختار أرق العبارات عندما قال "حفظ الهوى" ليشير إلى أن المحب يجد في بعض الأحيان في تعذيب الحبيب له لذة وجمالا وشعورا باعثا له لاستشعار جمال الأشياء من حوله أكثر من غيره ثم ختم البيت بأروع ما يكون عندما طلب من الحبيب أن ينام تأكيدا لصدق دعاءه الأول "لا ذقت الهوى أبدا" ليسدل ستارا جميلا من الليل الهادئ والساكن على تلك العيون الناعسة التي طالما أضنته وعذبته "هل عرفتم لماذا لقبوه بأمير الشعراء"