المدير الشاب وحتمية الفشل

من مسلمات التاريخ التي لا تقبل الشك أو الجدال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تولى منصب النبوة والرسالة وقد بلغ من السن الأربعين بل إن هذا الأمر من أبرز ما يميز سيرته حتى ليخيل إلي أنه عنوان عريض من عناوين السيرة لما في ذلك من الدروس والحكم الإلهية التي تحتم علينا
العمل بها بحكم ارتباطها بالسنة النبوية الطاهرة
سأدخل في الموضوع مباشرة يا خي أنا مستحيل أعترف بنجاح رئاسة أو إدراة شاب لم يصل عمره حتى سبع وعشرين سنة لأنه في سن له حاجاته ومتطلباته التي لا تتوافق مع منصب كإدراة مجموعة من الموظفين في دائرة حكومية في محل مسؤولية اجتماعية تحتاج من قائدها التخلص ونبذ كل ما يكمن أن يحتاجه شاب في العشرينات من عمره
سأحاول أن استعرض بعضا من حاجات الشاب العشريني وعدم توافقها مع مهمة الإدارة :
1-الشاب العشريني يؤدي عادة عمله وهو في انتظار شكر وثناء من غيره يدفعه إلى مزيد من النجاح وهذا لا شك أنه متعارض تماما مع منصب الإدارة التي تتخذ موقف الشكر والثناء للآخرين مع إسقاط حقها في ذلك
2-الشاب العشريني لا يمكن أن يرى في هذا المنصب المعطى إياه إلا تكريما ونجاحا في حد ذاته وهذا ما يجعله ينظر إلى بقية المهام في إدارته بنظرة الهامشية والتهاون حتى وإن وجد منه الاهتمام الشكلي من حيث التبكير بالحضور والانصراف في الموعد المحدد وعدم الغياب وذلك يعود إلى مدى انشغاله العاطفي والوجداني بالنجاح المحقق المتمثل في الإدارة نفسها"العصفور اللي في اليد"
3-إذا كان من طبيعة الشاب العشريني حب تلقي الثناء والشكر من الآخرين فإن من طبائعه أيضا السعي الحثيث لسد كل ما يمكن أن يثير حوله الشبهه بحيث لا يتعرض لشيء من الانتقادات من الآخرين بحكم حساسية سنه التي ترفض وتتألم لذلك وبالتالي يضيع جل عمل الموظفين تحت إدارته في تلك الحساسية المفتعلة من قبله ويضيع الجهد وتكثر المشاكل والمشاجرات"وقال فلان وقال علان وأنت قبل سنة كنت تلعب مع الشباب بلوت في الاستراحة واذا هربوا لك هاص تجيهم سبيت وشد خلك"
4-تركيبة الشاب العشريني تأبى أن تكون في محل ولاية الأمر والإدارة تتطلب منه ذلك وإن فعلها فلا شك أنها ستكون غير صادقة ومتكلفة وغير مقنعة حتى لمنهم تحت إدارته
فكيف إذن نحقق ولاية الأمر في أجواء كهذه
لك سن سيكولوجيته التي من المفترض أن تراعى عند إسناد أي عمل إليه لا تعتقد أن الحكمة غائبة في مسألة بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين عاما في ظل أجواء الشرك دون أن يأتيه الوحي ليُحمل عبء الرسالة وشرفها وحنا طال عمرك في زمن أصغر "غرير" يمكن يصير مدير عليك

كلامك صحيح ولا غبار عليه .. ولكن قد تجد بعض الناس من يبرز ويبدع في مجال معين وهو في ريعان الشباب إذن فالمسألة تتعلق بالخبرات والمواهب التي يمتلكها الشخص وحسن إدارة علاقته مع الآخرين .. فالمسألة لاتتعلق بالسن ...
وجزاك الله خير على هذه الأطروحة الجميلة .

الأستاذ رامي أنا ما أنكر قدرات الشاب وعلاقاته من الآخرين وأن هناك تفاوت بين الناس فيها
بالعكس أن كل ما أقول أنا الإدراة ما تصلح لولد في سن صغيرة يعني السنن والقوانين تقول ذلك
بعدين التاريخ يشهد جيب لي يارامي شاب أقل من سن الثلاثين في أي عصر من العصور تقلد منصب رئاسي أو أداري
وكان له نجاح ما فيه نهائيا وإن وجد واحد فإنه شذوذ يؤكد القاعدة فقط لأنه غير جدير ليس عجزا فيه ولكن وظيفته في مكان آخر ليس على رأس الهرم

أستاذ عصام بالعكس طرحك جيد خاصة وإنه يتحدث عن خلق سيء ألا وهو الكبر الذي مجرد حجم مثقال ذرة منه يكون في قلب
أحد لا يدخل الجنة
الطامة الكبرى أن يكون الكبر من أشخاص هم في الإساس في انحطاط من كل جوانبهم
وإني رأيت الضر أحسن منظرا=وأهون من مرأى صغير به كبرُ
بس أنا مصر على رأي أن الإدارة تحتاج لعامل السن المناسب