دموع على أستار الكعبة

جمال الصوت والقدرة الفنية على التحكم فيه بحيث تغدو معه الكلمات المغناه إلى أداء مشحون بالعاطفة المعبرة عن كثير من معاني النفس التي تعجز الأشياء العقلية والمادية التعبير عنها من أبرز ما يميز أداء القارئ والمنشد مشاري بن راشد العفاسي "دموع على أستار الكعبة" قصيدة تحكي قصة الحج حاول الشاعر فيها أن يذكر أحكام الحج بشكل يجمع فيه بين الجانب التعليمي والجانب العاطفي الديني ولعل الجانب العاطفي كان مضمرا في ظل حضور الجو التعبدي في صورة تفسيرية وإن كان الشكل الفردي الذي حاول من خلاله الشاعر أن يخرج به عن هذه الأجواء التعليمية من خلال انتهاز الفرصة مثلا في بعض الأبيات من أجل توجيه الخطاب لبعض آثار المشاعر المقدسة فله مع الحجر الأسود وقفة شوق وحب وعاطفة كذلك مع جبال وصخور عرفات ومنى بالأضافة إلى روح الفراق والرحيل عن الأرض المقدسة كل هذه المواقف العاطفية جسدت لنا وصورت بصوت الشيخ مشاري حيث كان الأداء من خلالها لتلك الأبيات أداء تعبيريا في قمة الإبداع فقد تتبع بصوته كل تلك المضمرات الوجدانية في الأبيات وكل لحظات الحب والشوق ليخرج الابتهال بشكل قد جمع كل مقامات الفن المختلفة من ضمن الأبيات :
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطـــــهروا = وأتيتُ فيهـــم كي أعــــودَ مُطَــــهَّرا
لكنني دون العــــبادِ جَميعِـــــــهِم = ذنبي عــــظيمٌ قد يَنـــُوءُ بــه الورى
يا ماءَ زمزم ، هل ستغسِلُ عاصيًا = بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا
لقد زاد إعجابي وإيماني بقدرات وإمكانات صوت الشيخ مشاري بعد سماعي له في هذا الابتهال
ولعل الأستاذ عصام يكون له وجهة نظر أكثر إفادة مني بحكم تخصصه

مشكوووووووووووووورين على هذا الابتهال الرائع من المبدع مشاري العفاسي